Thursday 12 March 2009

الغرفة


 
مسموح لقراءة هذا الموضوع للأطفال تحت سن الخمس سنوات والكبار يمتنعون
هذه المشاهد حدثت بالفعل .. وقد عايشتها وشاهدتها بعيني .. ولا أتمنى رؤيتها او زيارة هذه الغرفه مرة أخرى .. والله على ما أقول شهيد ..
قد ينتابك شعور غريب عند رؤية هذه الغرفة .. ولكنك سرعان ما تلتقط انفاسك فزعاً عند رؤية صاحبها .. وبمضي الوقت قد تشفق عليه وترتفع يدك للسماء بالدعاء لهذا الكائن !
واسمح لي أن آخذك بجولة في هذه الغرفة الموحشة لتتعرف على بعض أسرارها الغامضة ولتقوم بدور " شيرلوك هولمز"  لعدة دقائق لن تكلفك شيئاً .. ولكن احذر قيامك ببعض المحاولات لمعرفة خطوة قبل الأخرى فذلك قد يتسبب بظهور بعض الشعيرات البيضاء في رأسك من هول ما ستراه !
فللوهلة  الأولى قد تظن أنك داخلٌ أحد الكهوف النائية في الغابة المظلمة .. لكن دعني أبشرك أن الأمر أسوأ من هذا بكثير !
ها قد وصلنا باب الغرفة الذي تعلوه لافتة كتبت بلون الدماء
Don’t disturb already disturbed
فهل نبدأ ؟؟
تمهل !! أُطرق الباب بحذر شديد كي لا تزعج الكائن شبه الآدمي القاطن بها والذي لن تستطيع أن تميّزملامحه أو حتى نوعه ، فهل هي عجوز شمطاء ، أم فتاة ذات رأس ميدوسا ، أم هو كهل تخطى العقد الثامن من العمر في انتظار ملك الموت ليخطفه في أية لحظة وكل لحظةٍ كطوق نجاةٍ فاقداً الأمل في الحياة وراغباً بشدة في مفارقتها بأية طريقة ممكنه من هول ما يعيشه من لحظاتٍ مرعبةٍ تقرِّبه من مصيرٍ غامض ولكنه محتوم !
ولكنك إذا دققت النظر فيه قد تجده شاباً أشعثَ اللحية يغطيه فرو رأسه من جميع الجهات ، بالكاد ترى بين عينيه المتقدة احمرارا وبين فتحات وجهه المتبقية التي نسجت فيها العنكبوت خيوطها ، تنبعث منه كافة الروائح الكريهة لتجنبه الماء فترات طويلة بسبب انشغاله بالاعمال طوال الوقت، تجده يتمتم بكلمات غير مفهومة اللغة بصورة مستمرة وكأنها تعويذة يرددها لاستدعاء كافة الأرواح لمساعدته في اجتياز طريق مظلم كتب عليه السير فيه !
تحيطه إضاءة خافتة صادرة من بعض شموع سوداء أو لهب متصاعد من " لمبة جاز" لا يكاد يرى بها ما ينكب عليه ليل نهار من كتل  ضخمة تحوي اوراقا صفراء اللون  بما عليها من نقوش لاتينيه تشبه البرديات المصريه القديمه متكتله بعضها فوق بعض يلتف حولها صغارها من الورق المتناثر في جميع الانحاء سواءً منفرداً أو مُجمعاً " كحجابٍ " مطويةٍ صفحاته والتي لم تمسسها أيدي بشرٍ من قبل ولم يجرؤ أحد على قراءتها  ، لكنها كتميمةٍ اعتاد جمعها بحرص شديد على ألا تفوته بنت كلمة أو جملة كُتبت على هامشها !
كما تجد أيضاً صندوقاً صغيراً يحتوي كافة الالآت الحادة متقنة الصنع ، وتجد أيضاً بعض بقايا العظام البشرية من الجماجم منزوعة الغطاء ، والفقرات المتآكلة ، و بقايا بعض الأطراف المتهالكة منتشرةً بأرضية الغرفة .. ولا يخلو الأمر من وجود بعض الأعضاء ملقاةً في جوانبها ! فاحترس أثناء تجولك بها ومشاهدتك ما عُلق على الحائط من لوحات سريالية رُسم فيها أناس أزيلت ملامحهم  وانسلخت عنهم جلودهم وانتُزِعَت أحشاؤهم وفُصلت أجسادهم بأسهم تشير لكل جزءٍ على حدة !
ولا تخلو الجدران من لافتات مُطمئنةٍ بعض الشيء لطرد شبح الفزع المسيطر على المكان متمثلةٍ في :
" الصبر مفتاح- المفتاح مرسوم - الفرج "
، " دي قصة كفاح مش جايه ع المرتاح "
،" يا صغير ع الجراح "
" يارب سترك ورضاك "
" العين – العين مرسومة برضه -  صابتني ورب العرش نجاني "
وترج أنحاء الغرفة روح و صوت الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وهو يردد جملته الشهيره في ملحمة قارئة الفنجان " لكن سمائك ممطرة وطريقك مسدود مسدود مسدود مسدووووووووود يا ولدي "
وإذا انتهت هذه المقطوعة تكملها كلمات المطرب العالمي عبد الباسط حمودة  " انا مش عارفني .. انا تهت مني .. انا مش انا " لتسقط بها آخر دمعات هذا الكائن البائس منعزل الحياة وهو يرتشف اخر قطرات " كوز " القهوة الملقى بجواره ليذهب بعدها في غيبوبة من كثرة ما احتساه يسلم رأسه لأحد الكتب الضخمه والتي قد تمثل فرع من سلسلة الرعب التي ينبغي عليه حفظها بطنا عن ظهر !
هذا وقد نقلنا معكم بث حي مباشر من قناة الفزع المحلية من داخل غرفة
 طالب طب ليلة الامتحان !!!
الامضاء :
أحد الوالدين