دائما ما يهل علينا الشهر الكريم بنوبة عالية من النسمات الايمانيه العطرة والأجواء النقية وأستشعر معي بعنايه لفظة نقية فشهر رمضان يشهد حملة نظافة عالميه ودولية وبيئية و اجتماعيه واقتصاديه وفردية ونفسيه وعصبية .
لكل فرد نصيب في اكمال هذا " الفوم " الضخم من الغسيل و" نشره " وانجاحه على جميع المستويات فتجده يبدأ بمشاركة الأطفال ويتدرج ليصل لأعلى المناصب والأعمار.
فنلاحظ صغار السن يقومون بحملة غسيل مدوية لكافة الشوارع والحارات وإزالة ما بها من مخلفات والتسابق في تزيينها بأجمل الألوان والاضواء ورفعها بنفس شكل " حبل الغسيل " لربط نفوس شفافة ناصعة البياض بين البيوت المتجاورة والحارات.
وتشمر عن ساعديها ربات البيوت لتبدأ في غسيل أركان المنزل والمفروشات كواجب منزلي سنوي متبع لأستقبال العزومات وأيضا غسل أركان الثلاجات لأستقبال الكميات المهولة من اللحوم ومنتجات الألبان بمختلف أنواعها ويمتد ساعدها لغسيل " الدوالايب " وازالة الملابس القديمة استعدادا لاستقبال جديد الاعياد .
اما الباعة فيبتكرون فنون في غسيل بضاعتهم الباليه الباقيه من العام الماضي وتجميلها للقيام بمعاهدة غسيل منزلية دولية مشتركة بينهم وبين ربات البيوت ضد رجل الأسرة البسيط المشارك بكل ما يملك من محتوى الجيوب في هذه الحملة وإستلامه اياها بعد الشهر الكريم أنظف من الصيني بعد غسيلة.
ويأتي دور الشباب في هذا الحدث بغسيل السنتهم من الالفاظ البذيئة والمعاكسات وغسيل اعينهم وآذنهم من مشاهدة الكليبات وايضا غسيل اجهزتهم المحمولة من اللقطات والنغمات واستبدالها ببعض الابتهالات والقراءات.
أما عن الشابات فيشمل غسيلهن فقط الوجوه من أطنان مكياج الخدود والعيون والشفاه واستبدال كل ما يشف ويصف بغسيل بعض الملابس الواسعة المهملة طيلة العام.
وهنا يأتي دور الاعلام الفعال بجهازه الشغال بكل بيت لتغسل كل قنوات التلفاز ما قدمت من أعمال وتستعد لأستقبال شلال من الدراما والبرامج الحوارية والأذاعية ويتسابق كل فنان في غسيل مظهره وحنجرته ليشدوا بأعذب الكلام تيجوا نصوم شهر رمضان.
أما رجال الاعمال فواجب علينا الا ننكر دورهم المؤثر في حملة الغسيل القوميه بالقيام بغسيل كل الأموال والقيام بموائد الرحمن على مد الابصار مفخخة بكل ما لذ وطاب على أعلى المستويات خاصة رغبة الراقصات التائبات العابدات في غسيل أموال " نقطتهن " بمثل هذه المائدات.
وذلك بعد تجلي دور رجال الدين في إصدار فتوى بـ " إن من يفطر من عابري السبيل عليها دون أن يدري لمن هي لا حرج عليه، أما من يذهب إليها خصيصا للإفطار هناك وهو يعلم أن القائمة عليها راقصة فلا يجوز."
فبهذا نجد ان حملة الغسيل حملة قومية فنية أجتماعية فردية يشارك بها كل كائن كان
وهذا كله تحت رعاية حكومة عظيمة يكفي أن يحمل رجلها أسما نظيفاً
ويكفي ان الكون كله يُغسل من الشيطان الم يحن الوقت ليُغسل الأنسان
