Monday 15 August 2011

ستي وتيتا .. رمضان والصيف



سنين في حياتي مقسومة على نصين بس متجمعة في ذكرى واحدة .. ستي وتيتا
ستي والدة أبي من أصل فلاحي أصيل .. وتيتا والدة أمي الاسكندرانية على أبوه

من حسن حظي إن كان ليا الجدتين دول .. منتهى         التناقض ومنتهى المتعة  ومع ذلك الاتنين كانوا متفقين عليا في أفعال واحده أولها :
الاتنين بيصحوني من الفجر عشان أصلي .. وأجيب العيش السخن من الفرن.. وأجهز نفسي عشان أروح معاهم السوق وأشيلهم الشنطة .. وكأنها ضريبة بيدفعها الأحفاد على وجه الأرض  .. وده على أساس إننا كان لينا عضلات وقتها.

الاتنين في السوق لازم يكافئوني ويشترولي حاجه بحبها .. ستي كانت تشتريلي قرطاس التوت .. رغم اني كنت بقطف او بمعنى اصح بوقع بالطوب اجدع منه من شجرة في جنينه جنبنا .. وكوز الدرة عشان تشويهولي في فرن الطين وهي بتخبز .. وتيتا كانت تشتريلي البطاطا البيضا .. أو السمك الخنيني من بحري او الماكس وتشويهولي على صفيحة السمنة عشان افطر بيه .. ولا تقولي أحفاد عفاف شعيب اللي بيفطروا ريش وبيتزا !

الاتنين دايما باب شقتهم مفتوح .. وعمره ما أتقفل إلا ساعة النوم .. وقعده العصاري بكباية الشاي مع الجارة قدام البيت حاجه مقدسة .. وعادة ربنا ما يقطعها.

في رمضان كانت لكل واحده طقوسها الي كنت بحسها مختلفة بطبيعة المحافظة .. بس متحدة في الجمال .. زي مثلا:
 ستي كانت تاخدني لصلاة التراويح في الجامع .. واللي حلفت ما انا رايحاها تاني من زق الستات وتفعيصهم فيا .. وبعد ما خلوني زي التلميذ اللي عليه ذنب وحكموا عليا أقف في أخر صف .. رغم اني والشهاده لله مش عشان انا الي بكتب يعني .. بس كنت فعلا هاديه ورايحه أتوب عن عمايلي السودة طول النهار .. واكتفيت من بعدها إني اخرج بالفانوس مع عيال الشارع  .. نلم الملبس والمكسرات وكل ما يجود بيه اهل المنطقة علينا .. وبعد لم الغله وتوزيع الغنائم .. نقوم مفرقعين اكبر كمية من الصواريخ .. وحرق سلك المواعين .. وعمل قنابل مما تبقى من بمب متفرقعش ساعة الفطار!

تيتا بقى كانت تحكم عليا قبل الفطار اجيب الخروب الساقع من قدام بيتها .. من راجل عشقت الخروب ليومنا هذا بسببه .. وتوزيع اكبر كمية مخللات على الجيران والمحلات وموائد الرحمن ساعة الفطار .. واللي كان سبب في عشقي للبتنجان .

في العيد :  

ستي كانت بتستعد بأكبر كمية من الكحك والبسكوت عشان توزعه أكتر ما ناكل .. وكنت اطلع أجيبه من فوق السندرة – مكان سري كانت بتخبي فيه حلل الكحك احنا بس الي نعرفه - والبس الكحك حلقات في ايدي قد ما ربنا يقدرني عشان مطلعش كتير ..
تيتا كانت بتاخدنا ونروح مراجيح محطة مصر او مراجيح المرسي ابو العباس .. وتملا جيوبنا وايدينا بالملبس والحلويات ..

كنت محظوظة جدا بطفولتي الحمد لله بكل تناقضتها ... كنت محظوظة جدا بتيتا وستي اللي ذكرياتي ومصايبي معاهم لا تعد ولا تحصى .

رحم الله ستي .. وأطال في عمر تيتا ..

8 comments:

Noha Saleh said...

حمدالله على السلامة
وكل سنة وانتى طيبة
ورمضان كريم
التدوينة جميلة فكرتنى بذكريات حلوة اوى:)

ياريت ماتتأخريش عننا كتير

Anonymous said...

حمد الله على السلاااااامه
و كل سنه و انتى طيبه و دايما بخير

Unknown said...

الله يسلمكم عارفه والله اني مقصره هحاول قد ما اقدر لان المدونة وحشتني جدا

ضحية ارهاب said...

ستي وتية رائعتين بروعة كلماتك عنهما...كم أحب جدتي كنت أناديها جده...الله يرحمهن جميعا أحياءا كنّا أو أمواتا.

الجوكر said...

وهو فيه لماضه بعد كدا

بصراحه هايله وذكرياتك مع تيته جميله

ويسلام على البدنجان المخلل

اللهم انى صائم

كل سنه وانتى طيبه

أسامة . oussama said...

التدوينة جميلة و ان شاء الله من التابعين
تحياتي صفوان

Anonymous said...

الصراحة قصة مؤثرة ويارب رسالتى توصل عشان عمرى ما بعت رسالة ووصلت

Anonymous said...

الحمد لله وصلت بالسلامة مع انى عارفة انى بكلم نفسى بس احسن من بلاش